حلّق غرندايزر نحو غمام الخلد.. رحل سامي كلارك!
بالأمس خسر لبنان أحد راياته الفنية الكبيرة، لبنان الثقافة والأخلاق والابداع خسر وجهٌ مشرق من وجوه الحضارة والرقي، فكيف نلخص قيمة طبعت حياتنا منذ عقود بطابع الحب والموهبة العميقة، كيف نلخص ونتحدث عن الفنان المتعدد المواهب “سامي حبيقة” المعروف باسم “سامي كلارك” ابن بلدة ضهور الشوير المتنية.
عن عُمرٍ ناهز الـ 74 عام، رحل سامي كلارك، الفنان المتعدّد المواهب، فهو المغني والملحّن صاحب الحنجرة الأوبرالية المتعدّدة اللغات.
غنّى الإنجليزية والفرنسية، كما الإيطالية واليونانية والأرمنية والألمانية والروسيّة، ونجح في مزج اللغة العربيّة معها وأبدع فيها جميعها، فكانت حصيلة إبداعاته أكثر من سبعمائة أغنية، منها الوطني ومنها الرومانسي ومنها الخاص بالأطفال.
تميّزت شارات أشهر برامج الرسوم المتحركة بصوت سامي كلارك المميز، فمعظم أطفال فترة الثمانينات والتسعينات حفظوا عن ظهر قلب أغنية مسلسل “غرندايزر” الشهيرة ومسلسل “جزيرة الكنز”، التي ما زالت توقظ أجمل ذكريات الطفولة لدينا بمجرد سماعها.
رفع “سامي كلارك” اسم لبنان ومثّله أرقى تمثيل في كل مكانٍ حلّ فيه، وحصد العديد من الجوائز في مهرجانات موسيقية عديدة في بلدان مختلفة كألمانيا واليونان وغيرهما.
أمّا في لبنان، فحال “سامي كلارك” كحال جميع كِبار لبنان، إذ غاب أو غُيّب عن شاشاته لسنوات طويلة، فموجة “الرايتنغ” (Rating) همّشت الهامات الكبيرة بشكل بشع وجارح.
رحل إبن بلدة “ضهور الشوير” الجميلة، رحل إبن لبنان الأصيل، لكن سيظل ذكراك بصمة جميلة في ذاكرة الجيل الذي عرفك وأحبّك.
رثائنا لك مطبوع بالتجربة الشخصية مع أغنياتك وصوتك، ففي طفولة كلٍ منا، لطالما كانت أغنية “قومي تنرقص يا صبية” من أكثر الأغاني الرومنسية المحببّة، ولطالما كان “غرندايزر” برنامجنا المفضّل، وقد عرفّت إبني ذي الخمس سنوات على أغنياتك الرائعة وأوّلها “الملعب والغول وسامي”، بالإضافة إلى الكثير غيرها، وأصبح من محبّيك الكُثر.
من أسرة وفريق عمل “أحوال”، نتقدّم بأحر التعازي إلى عائلتك الكبيرة والصغيرة على فراقك الأليم.
وداعاً “سامي كلارك”.
منال زهر